المشهد الإقليمي يُرسم مجدداً.. لهذا السبب تعمّدت إيران عدم إصابة الجنود الأميركيين؟

في جديد تطورات الرد الإيراني على اغتيال قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري الإيراني"، اللواء قاسم سليماني، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر حكومية أميركية وأوروبية "مطلعة على تقديرات المخابرات" اعتقادها أنّ طهران سعت "عمداً" إلى تفادي وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش الأميركي خلال القصف الصاروخي الذي طال قاعدتي عين الأسد والحرير في العراق فجر أمس الأربعاء.

هذه الأنباء، المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على مجريات الأيام المقبلة، تتطابق مع تأكيد مسؤولين أميركيين أن الضربات الصاروخية الإيرانية لم تصب مناطق كان يتواجد بها عسكريون أميركيون، حيث ربطت المصادر بين القرار الإيراني بعدم إصابة الجنود الأميركيين ورغبة طهران في إبقاء الأمور قيد السيطرة.

وكان مسؤول عسكري أميركي قال لشبكة "CNN" إن الجنود الأميركيين تلقوا تحذيرات "كافية" لتشغيل صافرات الإنذار، مشيراً إلى أن العسكريين الذين كانوا عرضة للأذى تمكنوا من الوصول إلى مكان آمن.

وقالت الشبكة الأميركية إن الضربات الصاروخية الإيرانية يبدو أنها لم تهدف إلى إلحاق خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية، فإيران تعلم أنه في الساعات الأولى من الصباح، عادة ما تكون القوات الأميركية نائمة، فيما تنخفض فرص إلحاق خسائر كبيرة في صفوفها، علماً أنّ طهران أكّدت أنّها نفّذت ردّها في توقيت اغتيال سليماني نفسه.

وأضافت أن الهجمات الصاروخية لا معنى لها إذا كان هدف طهران هو إيذاء القوات الأميركية بأعداد كبيرة. ومع ذلك، فإن الأمر يبدو منطقيًا في ما يتعلق بتنفيذ أمر المرشد علي خامنئي بالرد صراحة على الأهداف العسكرية الأميركية.

وسألت: "هل كان المرشد الأعلى يأمر بعرض فارغ للقوة؟". وقالت إن هناك ثلاثة تفسيرات محتملة لما يحدث:

أولاً، أن يكون خامنئي ليس على دراية بما يمكن أن يحققه جيشه ويبالغ في فعالية الضربات.

ثانياً، ربما تعبر تلك الهجمات عن انتصار تيار الاعتدال في إيران، فضرب أهداف عسكرية في الليل بعدد صغير من الصواريخ – قد يسهل ما يريده الطرفان في النهاية.

ثالثًا، قد يكون هذا محاولة من جانب إيران لوضع الولايات المتحدة في إحساس زائف بالأمن، بأن إيران ضعيفة عسكرياً.

وأمس، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن طهران اتخذت "إجراءات متناسبة" في إطار الدفاع عن النفس ولا تسعى للحرب مع الولايات المتحدة.

وكشف ظريف، أن بلاده وجهت رسالة لأميركا عبر سويسرا التي ترعى مصالحها فور البدء بشن الهجوم الصاروخي على القاعدة التي استهدف منها الجنرال قاسم سلیماني.

وتابع ظريف أن الجمهورية الإيرانية استهدفت قاعدة انطلق منها الهجوم على الجنرال سلیماني مصرحا: نحن قمنا بخطوة مشروعة والانتقام الوحيد هو خروج أميركا من المنطقة.

واعتبر الوزير الإيراني، أن أميركا سطّرت نهاية تواجدها في المنطقة، وهي تمضي أيامها الأخيرة فيها، ولن يكون لها مستقبل في منطقتنا.

المصدر: رصد لبنان 24 - رويترز - CNN - روسيا اليوم